الملخص والإستفادة من تفسير أول خمس آيات من سورة الملك ~ بدايتي في قراءة التفسير








السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوره الملك من أحب السور على قلبي يكفيني أنها المنجية
لازمت ولله الحمد قرأتها كل يوم
لكني اليوم بدأت بقراءة تفسيرها
لأعرف ما تخفيه من روائع التفسير وجمال التصوير ودقة التعبير وبلاغة الوصف
ومن أحاديث النبي ما يدل على فضلها وعظم شأنها منها :


عن أبي الزبير ، عن جابر : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا ينام حتى يقرأ " الم تنزيل " سورة السجدة ، و " تبارك الذي بيده الملك " .

وكذلك :

قال الطبراني : حدثنا محمد بن الحسين بن عجلان الأصبهاني ، حدثنا سلمة بن شبيب ، حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان ، عن أبيه ، عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لوددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي " يعني" تبارك الذي بيده الملك "
 .
أيضا :

ال أحمد : حدثنا حجاج بن محمد ، وابن جعفر قالا : حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن عباس الجشمي ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال" إن سورة في القرآن ثلاثين آية شفعت لصاحبها حتى غفر له : " تبارك الذي بيده الملك " .

× وسورة الملك سورة مكية وعدد آياتها ثلاثون آية .
بسم الله نبدأ ونستعين :


 1ــ ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرّ)

تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ : تبارك أي تعاظم ومن عظمته أن تعالى بيده ملك كل العالم فهو الذي خلقه , وأبدعه .
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ : ودل ملك الله تعالى للعالم أجمع أنه قادر على كل شيء فقدرته أوجدت مخلوقات عظيمة كالسماوات والأرض وأقرب من ذلك خلق الإنسان فكم أبدع وأجود فينا من دلائل تدل على قدرته سبحانه .


2ــ ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ )

الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ : أي قدر لعباده أن يحيهم و يميتهم
لِيَبْلُوَكُمْ : أي ليختبركم
أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا : أي أخلص العمل ولم يقل " أكثر عملاً  " فليس كثره العمل هي العبرة بل أصدق العمل وأخلصه
وَهُوَ الْعَزِيزُ :  الذي له العزة كلها، التي قهر بها جميع الأشياء، وانقادت له المخلوقات.
{ الْغَفُورُ } عن المسيئين والمقصرين والمذنبين، خصوصًا إذا تابوا وأنابوا، فإنه يغفر ذنوبهم، ولو بلغت عنان السماء، ويستر عيوبهم، ولو كانت ملء الدنيا.



3 ــ (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ(
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا أي: كل واحدة فوق الأخرى، ولسن طبقة واحدة، وخلقها في غاية الحسن والإتقان .
 مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ أي: خلل ونقص .
× بعد أن خلق السموات وانتفي النقص عنها صارت كاملة حسنه من كل وجه , ولما كان كمالها معلومًا، أمر [الله] تعالى بتكرار النظر إليها والتأمل في أرجائها، قال :
فَارْجِعِ الْبَصَرَ أي: أعده إليها، ناظرًا معتبرًا .
هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ أي: نقص واختلال .


4ــ ( ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِير)
ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ  أي : كثرة التكرار.
 يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ أي: عاجزًا عن أن يرى خللًا أو فطورًا، ولو حرص غاية الحرص.


5ــ ( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِير )  
أي: ولقد جملنا  السَّمَاءَ الدُّنْيَا  التي ترونها وتليكم .
 بِمَصَابِيحَ وهي: النجوم، على اختلافها في النور والضياء، فإنه لولا ما فيها من النجوم، لما كانت السماء بهذه الروعة ولكانت مظلمة لا حُسن فيها .
 وَجَعَلْنَاهَا أي: المصابيح " النجوم " .
 رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ :  الذين يريدون استراق السمع من السماء، فجعل الله هذه النجوم، حراسة للسماء فهذه الشهب التي ترمى من النجوم، أعدها الله في الدنيا للشياطين .
 وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ :   في الآخرة 
عَذَابِ السَّعِيرِ:   لأنهم تمردوا على الله، وأضلوا عباده، ولهذا كان أتباعهم من الكفار مثلهم، قد أعد الله لهم عذاب السعير .



تم بحمد لله أول خمسة آيات
بعد القراءة والتلخيص
  × علمنا أربع صفات  أو أسماء لله تعالى :
1ــ القدير : القادر الذي لا يعجزه شيء
2ــ العزيز : له العزة المطلقة فهو القاهر لجميع المخلوقات
3ــ الغفور : كثير الغفران يغفر ذنوب المقصرين والمذنبين
4ــ الرحمن : فرحمته وسعت كل شيء
× كما علمنا أيضا : أن الموت والحياة مخلوقات أيضا فالله وحده هو القادر على الإحياء والإماتة
× كما نعلم ايضا:  كمال الله وإبداعه ومن كماله وإبداعه خلق السماء وتزينها بالنجوم اللوامع كما حفظها الله من الشياطين التي تسترق السمع
× عندما نتمعن في الآيات نعرف أكثر عن عظمة الله وقدرته " فتبارك الله أحسن الخالقين "

لنا لقاء آخر .
أستودعكم الله .

تعليقات