شمس اليقين





ما لي أراك والصمتُ يُغَلِفُ وَجْهَك ؟
تَرْمُقُني بنَظَرِاتٍ لَا سَبِيْلَ لِفِهْمِها !
أَخْبِرْني بِما يَضِجُ فِي حَنَايَاك ؟
أَمْ أنْ آلامَكَ خَلَدت فِيْك الصَمْتَ ؟
فَلن تَبَوحَ و تَكْتِمُها فِي صَدْرِك ؟
أخْبِرْني لَعَلي أُخَفِفُ قَليْلا قَلِيْلا !

وَ سَادَ الصَمْتُ أكْثَر مِما يَنْبَغي !
حَتى خَرجَت شَهْقَةٌ لَهَا دَوِيٌ كَدَوِي القَنَابِل !
أسْمَعَت كَل الكَوْن ..
وخَرَ صَحِبُها بِنَوْبَاتِ البُكَاءٍ ..
حَتَى كَاد يَغَرَقُ مِن فَيْضِ الدَمُوعِ المُحْرِقَة !!
لَم تُفِيد كَلِمَات المُواسَاةِ فِي شَيْء
بَل زَادَت فَوقَ الأنِيْنِ أنِيْنَاً !
وَلَم يَعُدْ فِي مَقْدُورنا سِوى البُكاء !
فَاضَ الكَيْلُ بَعْدَ صَمْتٍ طَوِيْل ..
لَمْلَمْتُ شَتَاتِي واسْتَجْمَعتُ نَفْسي
وَنَطَقْتُ بِكَلِمَاتٍ كَان لَها أَثَرٌ كَالدَواء !
" إنْ الله إذَا أَحَبَ عَبْدَا اِبْتَلَاه "
فَكُن فَخُورًا بِذَلِك , وَدَع اليَقِيْن يُشّرِقُ مِن بَيْن ثَنَايَا أَلَمِك !
أَيْقِن أنْ الله رِحِيْم ; يَرْحَمُ ضَعْفَك
أَيْقِن أنْ الله جَبَارٌ ; يَجْبِرُ كَسْرَك
أَيْقِن أنْ الله قَادِرٌ ; قادِرٌ عَلى إحْيَائِك مِن جَدِيْد
أَيْقِن تَمَامًا بِذلك فَقَط , فَلا يَعْلَمُ أحَدٌ مَا يُؤلِمُك سِوى الله .
اِشْكِ لِخَالِق كُل شَيء فَذَلِك عَلْيهِ هَيْن !
فَانْبَلَجَت ابْتِسَامةُ الرِضَا مِن بَيْن تِلْكَ المَلَامِحِ المُنْهَكَة
وَانْشَرحَ الصَدْرُ العَلِيْل بالآلَامِ
وَسَمَت تِلَكَ الرُوحُ بِالرَضَا
وأَشْرَقَت شَمسُ اليَقِيْنُ مِن جَديْد
وَغَابَت غُيُومُ الشُؤم مِن عَلى ذَلِك القَلْبِ الصَغِيْر
الذَّي اِحْتَمي بِرِعَايْة العَزّيْز القَادِر
فَبَاتَ رَاضيًا مَرْضِيًا
سَعِيْدًا لَيْس شَقِيًا .

-        حفصه بنت مسعد

تعليقات